فى نحر ظهورهم لقلّة الزاد فقال:«ولكن ائتونى بما فضل من أزوادكم»، فبسطوا (٨٦) أنطاعا، ثم صبّوا عليها ما فضل من أزوادهم، فدعا لهم فيها بالبركة فأكلوا حتى تضلّعوا شبعا ثم كفوا ما فضل منها جربهم.
ومنها أنّ أبا هريرة أتاه بتمرات قد صفّهنّ فى يده فقال: يا رسول الله، ادع لى فيهنّ بالبركة! قال: فدعا لى فيهنّ بالبركة وقال: «إن أردت أن تأخذ شيئا فأدخل يدك ولا تنثره نثرا». قال أبو هريرة: فأخرجت من ذلك التمر كذا وسقا فى سبيل الله، وكنا نطعم منه ونطعم، وكان فى حقوى حتى انقطع منّى ليالى عثمان (١).
ومنها أنّه أتى بقصعة من ثريد، فدعا عليها أهل الصّفّة، قال أبو هريرة:
فجعلت أتطاول حتى يدعونى حتى قام القوم، وليس فى القصعة إلاّ شئ يسير فى نواحيها، فجمعه بإصبعه صلّى الله عليه وسلم، فصار لقمة، فوضعها على أصابعه وقال لى:
«كل بسم الله»، فو الذى نفسى بيده ما زلت آكل منها حتى شبعت.
ومنها أنّه أروى أهل الصفة من قدح لبن، ثم فضلت منه فضلة فشربها أبو هريرة، ثم النبى صلّى الله عليه وسلم، ومنها أنّه أطعم فى بنائه بزينب من جفنة ثريد أهدتها له أمّ سليم فكفى بها خلقا كثيرا، ثم رفعت ولا يدرى أىّ الطّعام كان فيها أكثر، حين وضعت أم حين رفعت، ومنها أنّه أتى بقصعة ثريد فوضعت بين يدى القوم فتعاقبوها من غدوة إلى الظّهيرة، يقوم قوم ويجلس آخرون.
ومنها أنّه أطعم ثمانين رجلا فى بيت أبى طلحة من أقراص شعير جعلها أنس