فشكوا إليه، فأخذ سهما من كنانته وأمر من غرزه فيه ففار الماء وارتوى القوم وكانوا المئتى ألفا.
ومنها أنّ قوما شكوا إليه ملوحة فى مائهم وأنّهم فى جهد من الظمأ لذلك مع قلته، فجاء إليهم فى نفر من أصحابه حتى وقف على بئرهم فتفل فيها وانصرف فتفجر الماء كأعذب ما يكون.
ومنها أنّ أبا جهل طلب غرّة منه صلّى الله عليه وسلم فوافاه ساجدا، فأخذ صخرة بوسع طاقته وقوّته، وأقبل بها حتى أراد أن يطرحها عليه فألزقها الله بكفّه، وحيل بينه وبينه.
ومنها أنّه كان صلّى الله عليه وسلم فى غزو الطائف فبينما هو يسير ليلا على راحلته بواد قرب الطائف إذ غشى سدرة فى سواد الليل وهو فى وسن (١) النوم، فانفرجت السدرة له نصفين، فمر بين نصفيها وبقيت منفرجة على حالها.
ومنها أنّ امرأة أتته بصبىّ لها، فيه عاهة، فمسح على رأسه فاستوى شعره وبرأ داؤه، فسمع أهل اليمامة بذلك فأتت امرأة بصبىّ إلى مسيلمة فمسح على رأسه فصلع شعره وعاد الصلع فى نسله.
ومنها أنّ سيف عكاشة بن محصن انكسر يوم بدر، فقال يا رسول الله انكسر سيفى، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلم جذلا من حطب وأعطاه إيّاه، وقال:
«هزّه»! فهزّه فصار سيفا، فتقدّم وجالد به الكفّار، وكان لم يزل بعد ذلك معه.