أمّ شريك، ويجوز أن تكونا وهبتا أنفسهما له صلّى الله عليه وسلم، وتزوّج أسماء بنت كعب الجونيّة، وعمرة بنت يزيد، إحدى نساء بنى كلاب، ثم من بنى الوحيد، وطلّقهما قبل أن يدخل بهما، وتزوّج امرأة من غفار فلمّا نزعت ثيابها رأى بها بياضا فقال:«الحقى بأهلك»، وتزوّج امرأة تميميّة فلمّا دخل عليها قالت: أعوذ بالله منك! فقال صلّى الله عليه وسلم: «منع الله عائذه، الحقى بأهلك»، وقبل إنّ بعض نسائه علّمتها، وقالت لها: إنّك لتحظين به عنده، وتزوّج عالية بنت [ظبيان](١)، وطلّقها حين دخلت عليه، وتزوّج بنت الصلت، وماتت قبل أن يدخل عليها، وتزوّج مليكة الليثيّة، فلمّا دخل عليها قال لها:«هبى لى نفسك»، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة؟ فسرّحها، وخطب امرأة من مرّة، فقال أبوها: إنّ بها برصا، ولم يكن بها فرجع، فإذا هى برصاء، وخطب أخرى من أبيها، فوصفها له وأطنب، وقال: وأزيدك أنّها لم تمرض قطّ، فقال:«ما لهذه عند الله من خير»! فتركها وقيل إنّه تزوّجها، فلمّا قال أبوها ذلك طلّقها ولم يبن بها.
وذكر أبو سعيد فى شرف النبوة أن جملة أزواج النبى صلّى الله عليه وسلم إحدى وعشرين امرأة، طلّق منهنّ ستّا، ومات عنده خمس، وتوفّى صلّى الله عليه وسلم عن عشر، منهن واحدة لم يدخل بها، وكان يقسم لتسع، وكان صداقه لنسائه خمس مائة درهم لكلّ واحدة، هذا أصحّ ما قيل، إلاّ صفيّة، فإنّ صداقها عتقها، لم يرولها صداق غيره، وأمّ حبيبة أصدقها عند النجاشى أربع مائة دينار والله أعلم.