للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهمّ والغمّ ولو مات جميع من للإنسان لم يحزن عليه ولا يكاد يرى فيه شيخ ولا عجوز إلاّ الشباب والكهول، وسنذكر من ذلك فصلا جيّدا عند ذكرنا لبدء خروج التتار وأصول الترك الأوّل.

وأمّا ما ذكر من مدائن الهند، (١) فقال فى جغرافيا: ومن مدائن الهند سامل، ومورين، وخالون، ومهنديار، وقشمير، وأقربها إلى بلاد الإسلام غزنة وكان تحت يد ملكها ألف فيل.

وقد ذكر أيضا المسعودى (٢) من أخبار هذه الأفيلة بتلك البلاد جملة كبيرة، وذكر أنّ فيها أفيلة حربيّة ويكون عليها فى وقت حربهم من آلات السلاح خمس مائة رطل حديد على كلّ فيل منها وحوله من سوّاسه المقاتلين به والمشجعين له خمس مائة رجل وضريبه كلّ فيل حربى إذا كان بهذه العدّة، والعدّة أن يلقى ألف فارس ويهزمهم، قال: ومنهم أفيلة لا يصلحون للحرب فيستعملونها كما تستعمل الأبقار فى الحرث والدراس وما أشبه ذلك.

ونقل المسعودى (٣) عن الجاحظ أنّه ذكر فى كتابه المعروف بكتاب الحيوان أنّ الكركدنّ تحمل به أمّه سبع سنين وأنّها فى العام الذى يكون فيه وضعها تأتى إلى الأماكن المخصبة من مآكلهم فترقد ويخرج الجنى رأسه من فرجها ويرعى ثم يجوز برأسه فيستمرّ كذلك إلى حين ما تضعه، ورأيت المسعودى قد أنكر ذلك واستبشعه وأخذ على أبى عمر الجاحظ فى هذه الرواية، (٤) قلت: أمّا الجاحظ رحمه الله، فطويل الباع فى عدّة فنون وهو ثقة، وروى ذلك فى كتابه أنّه سمعه


(١) مأخوذ من مرآة الزمان ١٢ ب،٣
(٢) مروج الذهب ١/ ٢٠٠، مادة ٤٢١ - ٤٢٢
(٣) قارن مروج الذهب ٢/ ١٢١ مادة ٨٦٣ - ٨٦٥؛ كتاب الحيوان ٧/ ٣٤٨
(٤) عمر: عثمان