إن شاء الله تعالى المسلمين إلى بلاد المشركين، وأمرى إيّاهم بالجهاد فى سبيل الله، وأمّا الراية التى كانت معك فتوجّهت إلى قرية فدخلتها فاستأمنوك فأمّنتهم، فإنّك تكون أحد الأمراء من المتوجّهين، ويفتح الله على يديك، وأمّا الحصن الذى فتح الله لى فهو ذلك الوجه يفتح الله علىّ، وأمّا العرش الذى رأيتنى جالسا عليه فإنّ الله عزّ وجلّ يرفعنى ويضع المشركين، وأمّا أمرى بطاعة ربّى، وقرأ علىّ هذه السورة، فإنّه نعى إلىّ نفسى، فإنّ هذه السورة حين نزلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلم علم أنّ نفسه نعيت إليه، ثم سالت عيناه بالبكاء رضى الله عنه.
ثم قال: لآمرنّ بالمعروف، ولأنهينّ عن المنكر، ولأجاهدنّ من ترك أمر الله عز وجل، ولأجهّزنّ الجيوش إلى العادلين بالله فى مشارق الأرض ومغاربها، حتى يقولوا أحد، أو يؤدّوا الجزية عن يد وهم صاغرون، فإذا توفّانى (١٢٠) ربّى لم يجدنى مقصّرا، ولا فى ثواب المجاهدين زاهدا، ثم إنّه بعد ذلك أمّر الأمراء وجهّز البعوث.
قال: حدّثنا الوليد بن حمّاد، قال: حدّثنا الحسن (١) بن زياد عن أبى إسمعيل محمّد بن عبد الله، قال: حدّثنى الحارث بن كعب، عن عبد الله بن أبى أوفى الخزاعى، وكانت له صحبة، قال: [لمّا (٢)] أراد أبو بكر رضى الله عنه أن يجهز الجنود إلى الشام دعا عمر، وعثمان، وعليّا، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن ابن عوف، وسعد بن أبى وقّاص، وأبا عبيدة بن الجرّاح، ووجوه المهاجرين