للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأنصار من أهل بدر وغيرهم، فدخلوا عليه، قال عبد الله بن أبى أوفى الخزاعىّ:

وأنا فيهم، فقال: إنّ الله تعالى لا تحصى نعمه، ولا تبلغ الأعمال جزاءها، فله الحمد كثيرا على ما اصطنع عندكم، قد (١) جمع كلمتكم، وأصلح ذات بينكم، وهداكم إلى الإسلام، ونفى عنكم الشيطان، فليس يطمع أن تشركوا بالله، ولا أن تتّخذوا إلها غيره، والعرب بنو أمّ وأب (٢)، وقد أردت أن أستنفرهم إلى الروم بالشام، فمن هلك منهم هلك شهيدا، وما عند الله خير للأبرار، ومن عاش منهم عاش مدافعا عن الدين، مستوجبا على الله عزّ وجلّ ثواب المجاهدين، هذا رأيى الذى رأيت، فليشر علىّ كلّ امرئ بمبلغ رأيه.

فقام عمر بن الخطّاب رضى الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبى صلّى الله عليه وسلم، ثم قال: الحمد لله الذى يختصّ بالخير من يشاء من خلقه، والله ما استبقتنا إلى شئ من الخير إلاّ سبقتنا إليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، قد والله أردت [لقاءك] (٣) بهذا الرأى الذى ذكرت، فما قضى الله أن يكون ذلك حتى ذكرته الآن، فقد أصبت، أصاب الله بك سبل الرشاد، سرّب إليهم الخيل فى إثر الخيل، وابعث الرجال تتبعها الرجال (١٢١) والجنود تتبعها الجنود، فإن الله عزّ وجلّ ناصر دينه، ومعزّ الإسلام وأهله، ومنجز ما وعد رسوله صلّى الله عليه وسلم.

ثم قام عبد الرحمن بن عوف رضى الله عنه، فقال: يا خليفة رسول الله، إنّها الروم وبنو الأصفر، حدّ حديد، وركن شديد، والله ما أرى أن تقحم الخيل