عليهم إقحاما، ولكن تبعث الخيل فتغير فى أدانى أرضهم، ثم تبعثها فتغير، ثم ترجع إليك، ثم تبعثها فتغير ثم ترجع، فإذا فعلوا ذلك مرارا أضرّ (١) بعدوّهم، وغنموا من أدانى أرضهم فقووا به على قتالهم، ثم تبعث إلى أقاصى أهل اليمن، وإلى أقاصى ربيعة ومضر، فتجمعهم إليك جميعا، فإن شئت عند ذلك غزوتهم بنفسك، وإن شئت بعثت إليهم من ترى لغزوهم، ثم جلس، وسكت الناس.
فقال لهم أبو بكر رضى الله عنه: ماذا ترون رحمكم الله؟
فقام عثمان رضى الله عنه، فحمد الله، وأثنى عليه بما هو أهله، وصلّى على النبى صلّى الله عليه وسلم، ثم قال: نرى أنّك ناصح لأهل هذا الدين، عليهم شفيق، فإذا رأيت رأيك [علّمتهم](٢) رشدا وصلاحا وخيرا، فاعزم على إمضائه، فإنّك غير ظنين ولامتّهم (٣) عليهم.
فقال طلحة، والزبير، وسعد، وأبو عبيدة، رضى الله عنهم، وسعيد بن زيد، وجميع من حضر ذلك المجلس من المهاجرين والأنصار: صدق عثمان فيما قال ما رأيت من رأى فأمضه؛ فإنّا سامعون لك مطيعون، لا نخالف أمرك، ولا نتّهم رأيك، ولا نتخلّف عن دعوتك وإجابتك، فذكروا هذا وشبيهه، وعلىّ بن أبى طالب كرّم الله وجهه فى القوم لا يتكلّم، فقال له أبو بكر: ما ترى يا أبا الحسن؟ قال: أرى أنّك مبارك ميمون النقيبة (٤)، وأنّك إذا سرت إليهم بنفسك، أو بعثت إليهم نصرت إن شاء الله تعالى، (١٢٢)[فقال أبو بكر: بشّرك الله](٥) بخير، فمن أين علمت هذا؟ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال