للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جزاك الله من أخ وخليل خيرا، فقد أسلمت مرتغبا (١٢٣) وهاجرت محتسبا، وهربت بدينك من الكفّار، لكى يطاع الله ورسوله وتكون كلمة الله العليا، فسر (١) رحمك الله.

قال: فتجهّز خالد بن سعيد بن العاص بأحسن جهاز، ثم أتى أبا بكر وعنده المهاجرون والأنصار، فسلّم ثم قال: والله لئن أخرّ من رأس حالق، أو تخطّفنى الطير فى الهواء بين السماء والأرض أحبّ إلىّ [من] (٢) أن أبطئ عنك ولا أجيب دعوتك، فو الله ما أنا فى الدنيا براغب، ولا على البقاء بحريص، وإنّى أشهدكم أنّى وإخوتى وفتياتى ومن أطاعنى من أهلى حبيس فى سبيل الله، نقاتل المشركين حتى يهلكهم الله، أو نموت عن آخرنا.

فقال له أبو بكر خيرا، ودعا له المسلمون بخير، وقال له أبو بكر: إنّى لأرجو أن تكون من نصحاء الله فى عباده: بإقامة كتابه، واتّباع سنّة نبيّه صلّى الله عليه وسلم، فخرج هو وإخوته وغلمانه ومن تبعه، فكان أوّل من عسكر إلى الروم، ثم تبعه الناس.

وأنفذ أبو بكر رضى الله عنه إلى اليمن، فأتت حمير بنسائها وأولادها، فاستبشر أبو بكر بذلك، ثم عقد الألوية وأمّر الأمراء المقدمين مثل: أبى عبيدة بن الجرّاح ويزيد بن أبى سفيان، ومعاذ بن جبل، وشر حبيل بن حسنة، وأمّر عليهم، وأمّر على الجميع أبا عبيد بن الجرّاح، إذا اجتمعوا كان الأمير عليهم، فإن تفرّقوا فكلّ من هؤلاء أمير بحاله، وأوصاهم بما يعتمدونه.