قال عمر رضى الله عنه: لمّا أسلمت قلت: أىّ رجل أنقل للحديث؟ فقيل لى:
جميل بن معمر الجمحى، فأتيته فقلت: هل علمت أنّى أسلمت وتابعت محمّدا؟ فما راجعنى حتى قام يجرّ رداءه، فوقف على باب المسجد، فصرخ بأعلى صوته، وقريش فى أنديتها حول الكعبة: ألا وإنّ ابن الخطّاب قد صبأ، فقلت: كذب، ولكنّى أسلمت، ودخلت فى دين محمّد، قال: وثاروا إلىّ فقاتلونى وقاتلتهم حتّى قامت الشمس على رءوسهم، فقعدت وقاموا على رأسى، فنالوا منّى.
قال عمر رضى الله عنه: فقلت: اصنعوا ما شئتم، فأقسم لو كنّا ثلاثمائة لتركناها لكم، أو تركتموها لنا.
قال عبد الله بن عمر: فبينا هم كذلك إذ أقبل شيخ من قريش، عليه جبّة من أعلى مكة، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صبأ عمر، قال: فمه! رجل اختار لنفسه أمرا فما تريدون منه؟، أترون بنى عدىّ يسلمونه، فو الله لكأنّما كانوا ثوبا كشف عنه.
قال عبد الله: فقلت لأبى بعد أن هاجر: يا أبت، من الذى وزّع الناس عنك بمكّة يوم أسلمت جزاه الله خيرا، قال: ذلك العاص بن وائل السهمىّ، لا جزاه الله خيرا.
ولد عمر رضى الله عنه قبل يوم الفجار بأربع سنين، وولدت ابنته حفصة، زوج النبى صلّى الله عليه وسلم، قبل المبعث بخمس سنين، وأسلم عمر، رضى الله عنه، بعد المبعث فى السنة السادسة، وهو يومئذ ابن تسع وعشرين سنة، وتوفّى لهلال المحرم سنة أربع وعشرين (١٣١) وهو ابن ستّين سنة، وهو الصحيح.
وشهد عمر المشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وتوفّى رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو