وفى الرقاب، لا جناح على من وليها أن يأكل منها، ويطعم صديقا غير متموّل مالا، ثم أوصى بها إلى حفصة، ثم إلى الأكابر من ولده، وهى أوّل صدقة تصدّق بها فى الإسلام.
وقال عليه السّلام:«لست أدرى ما مقامى فيكم، فاقتدوا باللذين من بعدى:
أبى بكر وعمر، واهتدوا بهدى ابن عمّار، وتمسكوا بعهد أمّ معبد»، وقال صلّى الله عليه وسلم:
«أتيت فى منامى (١٣٥) بقدح لبن فشربته، حتّى رأيت الرىّ يخرج من أظافرى، ثم أعطيته عمر بن الخطّاب فشرب فضله»، قالوا فما أوّلته يا رسول الله؟ قال:
«العلم» وقال عليه السّلام: «إنّ الله تعالى وضع العلم على لسان عمر، فهو يقول به».
قال ابن شهاب: كنا نتحدّث أنّ ملكا ينطق على لسان عمر، قال ابن مسعود:
لو وضع علم أحياء العرب فى كفّة، ووضع علم عمر فى كفّة لرجح علم عمر، وقال:
ما شئ أنفع من كلام، ولا أحسن من كلام، أخذت مضجعى، فسمعت قائلا يقول: السّلام على أهل البيت، خذوا من دنياكم، أو قال: من دنيا فانية لأخرى باقية، واستعدّوا المعاد إلى الله عزّ وجلّ، فإنّه لا قليل من الأجر، ولا غنىّ عن علم الله عزّ وجلّ، ولا عمل بعد الموت، أصلح الله أعمالكم.
وسمع عمر رجلا يقول: الّلهم اجعلنى من الأقلّين، فقال له: ما هذا الدعاء؟ فقال الرجل: سمعت الله عزّ وجلّ يقول: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ»}(١)، و {وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ»}(٢)، فقال عمر رضى الله عنه: عليك من الدعاء بما يعرف.