وأدخل النساء، وأنزل معهم الرجالة، ونكون نحن بإزاء العدوّ، فقال شرحبيل:
كيف يحلّ (١٤١) إخراجهم، وقد صالحناهم على تركهم فى ديارهم؟ فقال ميسرة ابن مسروق: إنّا لسنا أهل مدائن وحصون، وإنّا أصحاب البرّ والبلد القفر، فأخرجنا من بلاد الروم إلى بلادنا، واضمم قواصيك، واكتب لأمير المؤمنين فليمدّك، فاستصوب رأيه المسلمون.
وأمر أبو عبيدة بردّ المال الذى أخذه من أهل حمص بخروجه عنهم، فدعوا له بالنصر، وردّ على أهل دمشق أيضا ما كان أخذ منهم، وقال: إنّما أخذناه على أنّا نمنعكم، ونحن باقون على الوفاء لكم.
وأشار شرحبيل بن حسنة على أبى عبيدة ألاّ يخرج من الشام وقد افتتحها، وأنّه إن فعل ذلك عسر عليه أيضا دخولها، ونقض أهل إيلياء الصلح، فسار إليهم عمرو بن العاص، وبلغهم ذلك فداخلهم الرعب، وكان ذلك قصد عمرو، ثم سار خالد بن الوليد إلى عمرو مددا، فنزل اليرموك، وأقبل عمرو بن العاص معه، وأقام أبو عبيدة باليرموك.
وأقبلت جموع الرّوم، وهى ثلاثة عساكر، فلم يمرّوا بقرية من القرى الّتى افتتحها المسلمون إلاّ سبوا أهلها، ونزلوا اليرموك على ألويتهم وراياتهم، وأمر خالد رجالا كانوا نصارى ثم أسلموا أن يدخلوا عسكر الروم ويكتموا إسلامهم، ليكونوا عيونا للمسلمين، ثم إنّ الروم أساءوا السيرة مع أهل القرى والمدن، وجاروا عليهم، وقطعت المؤن عن المسلمين، إلاّ ما كان يأتيهم من الأردنّ، لأنّه كان فى أيديهم.