حتى إذا فرغ وفرّق جميع ذلك المرصّد، واجتمع من هذه الطائفة من اجتمع، دخل أمناؤه إليه فهنّئوه بتفرقة المال، ودعوا له بالبقاء وداوم العزّ، وأنهوا إليه حال تلك الطائفة التى اجتمعت، فيأمر بتغيير لباسهم ولمّ شعثهم، ويأمر بالسماط (١٦٧) فتمدّ، ويحضر بنفسه الطعام، ويدعى بهم فيأكلون ويشربون بين يديه، ثم يستعلم منهم من كلّ واحد ما سبب فاقته، فإن كانت من آفات الزمان ردّ عليه مثل ما كان له، وإن كان عن سوء رأى وتدبير ضمّه إلى من يشرف عليه، بعد أن يقام له ما يصلحه، فالمرصد لذلك من الجملة مائة ألف دينار.
وما يصرف فى نفقات مطبخه وسائر رواتبه مائتا ألف دينار، ثم يحمل الباقى إلى بيت المال لنوائب الزمان ما جملته عشرة ألف ألف-مرّتين-وستمائة ألف دينار.
وذكرت الجماعة أنّ فرعون كان يجبى خراج مصر خمسين ألف ألف دينار، فيأخذ الربع من ذلك لنفسه وأهله، والربع الثانى لوزرائه وكتّابه وجنده، والربع الثالث مرصّد لحفر الخلج، وعمل الجسور والترع، وأعمال مصالح الأرض، والربع الرابع يردّه فى المدن والقرى، فإذا لحقهم فى بعض السنين ظمأ أو استبحار أو فساد فى الزرع أخرجه وردّه عليهم، وصرفه فى مصالحهم.
وتقبّلها المقوقس من [فوقاس](١) بن هروك، متملّك الروم، بتسمة عشر ألف ألف دينار، وكان يجبيها عشرين ألف ألف دينار.