وحكت الجماعة المشائخ رضى الله عنهم أنّه وجد فى كتاب قبطىّ باللغة القبطية ما نقل إلى العربيّة أن الريّان بن الوليد كان يجبى خراج مصر أربعة وعشرين ألف ألف مرّتين، وأربع مائة ألف دينار، فكان يصرف منها فى عمارة (١٦٦) الضياع لحفر الخليج والترع وعمل الجسور، ونقوية من يحتاج إليه من التقوية من المزارعين، من غير رجوع عليه بشئ منها، لإقامة العوامل، وثمن الآلات، وأجرة من يستعان به لحمل البذار، وسائر هذه المنافع العائد مصلحتها لتحضير سائر أراضيهم، وتغليقها بالزراعة وتطبيقها بالبذار، فيصرف فى جميع ذلك من الجملة المذكورة ثمان مائة ألف دينار.
وما يصرف فى الأرزاق للأولياء ممّن يحمل السلاح من الجند المعدودين للحرب وللشاكرديّة وغيرهم من الغلمان ومن يجرى مجراهم، وعدة جميعهم مائة ألف رجل وأحد عشر ألفا مع ألف كاتب مسوّمين بالدواوين، سوى من تبعهم من الخزان ومن يجرى مجراهم ثمانية ألف ألف-مرّتين-دينار، وما يصرف للأرامل والأيتام من ذوى الحاجة فرضا لهم من بيت المال من غير حوالة أربع مائة ألف دينار.
وما يصرف فى أرزاق كهنة برابيهم، وأئمّتهم، وبيوت صلواتهم، على ما جرت به رسومهم من جملة ذلك مائتا ألف دينار، وما يصرف فى الصدقات ممّا يصبّ صبّا، وينادى مناد فى الناس: برئت الذمّة من أحد كشف وجهة لفاقة نزلت به، فليحضر فلا يردّ عنه أحد، والأمناء حضور.
فإذا رأوا رجلا لم تجر له عادة بالحضور أفرد بعد قبض ما يقبضه من صدقته.