فلمّا قدم به المدينة قال: هل لملككم يوم يجلس فيه؟ فقيل: إنّه يمشى فى الأسواق، ليتعاهد أمور المسلمين، قال: فمن حرسه؟ قالوا: الله حارسه، قال:
فمن شرطه؟ قالوا: هو شرطى نفسه.
فأتى به إلى المسجد، وعمر نائم فى المسجد متوسّدا الحصى، فاتتبه (١٨٠) عمر رضى الله عنه لجلبة الناس، فرآه فاستعاذ بالله من أهل النار، وأمر بإلقاء ما عليه، وأمر بقتله، فقال: يا أمير المؤمنين، قدمتّ عطشا، فقال: لا يجمع الله عليك القتل والعطش، اسقوه! فأتى بقدح من خشب فيه ماء، فقال: إنّى لم أشرب فى هذا قطّ، فاسقونى فى إناء نظيف! فأتى بزجاجة فيها ماء، فلمّا أخذها ارتعد وعاد يتلفّت يمينا وشمالا، فقال له عمر: اشرب! قال: إنّى أخاف أن أقتل قبل أن أشرب، قال: لا بأس عليك، لا تقتل حتى تشرب، فألقى الزجاجة فكسرها، فقال عمر: جيئوه بغيرها! قال: لست اليوم بشارب، فقال عمر:
اضربوا عنقه! فقال أنس بن مالك: أليس إنّك أمنته؟ قال عمر: لتجيئنّى بالمخرج أو لأعاقبنّك، قال: أو لم تقل: لا تقتل حتى تشرب؟ فقال عمر: أسلم يا هرمزان! قال: أمّا دينى فلا أتركه، وأمّا دمى فقد أحرزته، فحبسه عمر، ولم يزل يدعوه إلى الإسلام حتى أسلم.
وفيها مات خالد بن الوليد رضى الله عنه، ودفن بحمص. وعن محمّد بن سلام عن أبان بن عثمان قال: لم تبق امرأة من بنى المغيرة إلاّ وجزّت ناصيتها، ووضعته على خالد.
وفيها قتل الجارود بالبحرين.
وفيها ولد الحسن البصرى والشعبى، واسمه عامر بن شراحيل.