وفيها بعث عمرو بن العاص عقبة بن نافع فافتتح زويلة.
وكان الأمير فى هذه السنة على دمشق عمر بن سعد، وفى ولايته حوران وحمص وقنّسرين والحيرة، ومعاوية بن أبى سفيان على البلقاء والأردنّ وفلسطين والسواحل وأنطاكية والمعرّة وما معهم، وعمرو بن العاص بمصر وأعمالها، وأبو موسى الأشعرى ببلاد العجم.
وفيها حجّ رضى الله عنه، واستخلف زيد بن ثابت على المدينة، وكان عامله على مكّة واليمن والطائف واليمامة.
وفيها مسحت بلاد السواد، فكان عامره وعابره ستة وثلاثين ألف جريب، ولم تمسح سبخة ولا تلّ ولا مستنقع ماء. والذى مسح ما دون جبل حلوان إلى منتهى القادسيّة المتّصل بالعذيب، من أرض العرب إلى الفرات عرضا تقدير ثمانين فرسخا، من تخوم الموصل مع الماء إلى ساحل البحر بلاد عبادان، من شرقى دجلة طولا قدره مائة وخمسة وعشرون فرسخا.
وفرض على كلّ جريب درهما وقفيزا من غلّة، وجريب الكرم عشرة الدراهم وجريب النخل خمسة الدراهم، وجريب القصب ستّة، وجريب البرّ أربعة، والشعير درهمين، وعلى الموسر من أهل الذّمة ثمانية وأربعين درهما، والمتوسّط نصفها، والفقير ربعها.
فكان جملة خراجه أوّل سنة ستّة وثمانين ألف ألف درهم، والسنة الثانية مائة ألف ألف وعشرين ألف ألف، وجباه عمر بن عبد العزيز مائة ألف ألف وأربعة وعشرين ألف ألف. وفى زمن الحجّاج ستّون ألف ألف، وقد كانت