فاقبضنى إليك غير عاجز ولا مفرّط، فما انسلخ ذو الحجّة حتى قتل رضى الله عنه.
وكان لمّا جاء إلى الجمرة ليرميها (١٨٤) فى حجّته أتاه حجر فوقع فى صلعته فأدماها، فقال رجل من بنى لهب: أشعر أمير المؤمنين لا يحجّ بعدها، ثم جاء إلى الجمرة الثانية فصاح رجل: يا خليفة رسول الله، فقال رجل: لا يحجّ أمير المؤمنين بعدها.
وعن أبى موسى الأشعرى قال: رأيت كأنّى انتهيت إلى جبل، فإذا رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوقه، وإلى جنبه أبو بكر، وإذا هو يومئ إلى عمر أن: تعال! قال أنس: فقلت لأبى موسى: ألا تكتب بهذا إلى عمر، فقال: ما كنت لأنمى إليه نفسه.
خطب عمر الناس يوم جمعة فقال: رأيت كأنّ ديكا نفرنى ولا أراه إلاّ حضور أجلى، فقلت: يسوق الله لى الشهادة ويقتلنى رجل أعجمى، وإنّ ناسا يأمروننى أن أستخلف عليهم، وإنّ الله لن يضيع دينه وخلافته، فإن عجل بى أمر فالخلافة شورى فى هؤلاء الستّة الذين مات رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وقد عرفت أنّ أناسا يطعنون فى هذا الأمر، وأنا قاتلتهم بيدى هذه على الإسلام، فإن فعلوا ذلك فأولئك هم الكفرة الضّلال، إنى والله ما أدع شيئا أهمّ عندى من الكلالة، لقد سألت نبى الله صلّى الله عليه وسلم عنها، فما أغلظ فى شئ ما أغلظ فيها، حتى طعن بإصبعه فى بطنى فقال:«يا عمر، يكفيك الآية التى نزلت فى آخر سورة النساء، وإن أعش فسأقضى فيها قضيّة، لا يختلف فيها أحد يقرأ القرآن».
وقال: اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك، وموتة ببلد نبيّك صلّى الله عليه وسلم، فقالت