أجله إلاّ اليسير، فدعوه يمت على فراشه، فإنكم إن قتلتموه سلّ عليكم سيف الله المغمود، فلن يغتمد حتى يقتل منكم خمسة وثلاثون ألفا.
ولمّا بلغ عليّا عليه السّلام أنّهم يريدن قتل عثمان رضى الله عنه قال: إنّما أردنا قتل مروان، فأمّا عثمان فلا والله، وبعث بابنيه الحسن والحسين عليهما السّلام وقال: اذهبا بسيفيكما، فقوما على باب عثمان، ولا تدعا أحدا يصل إليه! وبعث الزبير ابنه عبد الله، وبعث عدّة من المهاجرين والأنصار أبناءهم، فمنعوهم من الدخول إلى عثمان، فأصاب الحسين سهم فاختضب بدمه، فلمّا رأى النّاس ما بالحسين (٢٣٤) من الدم، وشجّ من أبناء المهاجرين محمّد بن طلحة، وشجّ قنبر وأصاب مروان سهم، قالوا: والله لئن رأت بنو هاشم الدماء على وجه الحسين لتعصبنّ له، ولتكشفّن عن عثمان، ولتبطلنّ ما نريد، ولكن مرّوا بنا حتى نتسّور عليه الدار فنقتله، من غير أن يشعر بنا أحد، فتسوّر عليه ثلاثة: سودان ورومان اليمانى ومحمّد بن أبى بكر الصدّيق، فقيل: لم يكن محمّد بن أبى بكر، وإنّما رجل من بنى أسد بن خزيمة، وقيل: رجل من أهل مصر، يقال له: جبلة ابن الأيهم، وجاء رافع بن مالك الأنصارى، ثم الزرقى، لباب عثمان، فأرسل فيه نارا، فأشعلها فى أحد الجانبين فاحترق ووقع، ودفع الناس الباب الآخر، ثم اقتحموا الدار، وقال عدىّ بن حاتم: اقتلوه، فإنّه لا يحيق (١) فيه عتاب، وتهيأ مروان للقتال فى جماعة، فنهاهم عثمان، فقتله كنانة بن بشر بن غياث التّجيبىّ وقتل عمرو بن الحمق الخزاعى.
وأوّل من أدماه نيّار بن عياض الأسلمىّ، وكان بالمدينة نيّاران؛ أحدهما