وباب شرّ على سلطانهم فتحوا ... ماذا أرادوا أضل الله سعيهم
بسفك ذاك الدم الزاكى الذى سفحوا
قال سعيد بن المسيّب: قال لى علىّ بن زيد: انظر إلى وجه هذا الرجل، فنظرت، فإذا هو مسودّ الوجه، فقال لى: سله عن أمره. فقلت: حسبى حديثك، فقال: الّلهمّ إنّ هذا يسبّ عثمان وعليّا جميعا، وكنت أنهاه، فلا ينتهى، فقلت:
اللهمّ إنّ هذا يسب رجلين قد سبق لهما ما تعلم، فاللهمّ إن كان ما يقول سخطا فأرنى فيه آية، فاسودّ وجهه كما ترى.
ولمّا قتل أقبل من البصرة مجاشع بن مسعود السلمى فيمن وجّهه عبد الله ابن عامر لنصرة عثمان، فلمّا كان ببعض الطريق بلغه مقتل عثمان، ويقال (٢٤١) إنّ الذى أخبره زفر بن الحارث الكلابى لما قال له مجاشع وقد لقيه: ما وراءك؟ قال: قتل نعثل، قال: ويحك، ما تقول؟ قال: أخبرك بالحقّ، وهذه طاقات من شعره معى، قال مجاشع: لعنك الله، ولعن ما أقبل منك وما أدبر، ثم شدّ عليه فقتله، وهو أوّل من قتل بدم عثمان.