ولمّا قفل ابن عبّاس من الحجّ، وكان عثمان أمّره على الحجّ بالناس، فرجع وقد قتل عثمان، فقال لعلىّ: إنّك إن قمت بهذا الأمر ألزمك الناس دم عثمان إلى يوم القيامة.
وقال عبد الله بن عمر: والله ما علمت أنّ عليّا شرك فى دم عثمان فى سرّ ولا علانية، ولكنّه كان رأسا يفزع إليه، فأضيف إليه ما حدث.
وقال أبو موسى الأشعرىّ لمّا قتل عثمان: هذه حيضة من حيضات الفتن، وبقيت المثقلة الرداج (١)، التى من هاج فيها هاجت إليه، ومن أشرف لها أشرفت له.
وكان سعيد بن المسيب يسمّى العام الذى قتل فيه عثمان رضى الله عنه عام الحزن، وقال أبو حميد الساعدى، وكان بدريّا (٢): والله ما كنّا نظنّ أنّ عثمان يقتل، الّلهمّ إنّ لك علىّ ألاّ أضحك حتى ألقاك.
وقال ابن عبّاس: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لرموا بالحجارة كما رمى قوم لوط.
وكانت عائشة رضى الله عنها تقول: ليتنى كنت نسيا منسيّا قبل أمر عثمان، والله ما أحببت له شيئا إلاّ منيت بمثله، حتى لو أحببت قتله لقتلت. وجاء الأشتر إلى عائشة فقال: يا أمّ المؤمنين، ما ترين هذا الرجل يعنى عثمان، فقالت: معاذ الله أن آمر بسفك دماء المسلمين، وقتل إمامهم، واستحلال حرمتهم، لعن الله