جمّته (١)، لا بسا حلّته، متعرّضا لخطبتك، فانكحى من شئت غيره! فحلفت بعتق عبيدها وصدقة مالها أنّها لا تتزوّجه، ثم مات الحسن وخرج بجنازته، وحضرها المطرف عبد الله بن عمرو بن عثمان، فنظر إلى فاطمة حاسرا تلطم وجهها، فأرسل إليها أنّ لنا فى وجهك حاجة، فارفقى به، فعرف فيها الاسترخاء، وخمّرت وجهها، فلمّا حلّت (٢٤٣) خطبها، فقالت: كيف أصنع بيمينى؟ قال: لك مكان كلّ شئ شيئان، فقبلت، وتزوّجها، وأبرّ يمينها، فولدت له محمّدا الذى يقال له الديباج.
وكان جميل بثينة يقول لبثينة: ما رأيت عبد الله بن عمرو بن عثمان يخطر على البلاط إلاّ دخلتنى الغيرة عليك، خوفا أن تريه أو ترى مثله وإن بعدت دارك، وكان عبد الله بن عمرو كثير التزويج والطلاق، قالت له امرأة من نسائه:
مثلك مثل الدنيا، لا يدوم نعيمها، ولا يؤمن فجائعها، وأخذه المنصور مع الطالبيّين أيام محمّد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن حسن (٢)، فضرب عنقه صبرا.
ومن ولد عثمان رضى الله عنه سعيد بن عثمان، ولى خراسان من قبل معاوية، وفتح سمرقند، وكان أعور بخيلا، وكان عند سعيد بن عثمان غلمان من أبناء الملوك من السغد، دفعوا إليه رهائن، فقدم بهم سعيد حين عزله معاوية لمّا خاف أن يطلب الخلافة لنفسه، فلمّا صار بهم إلى المدينة أخذ كسوتهم ومناطقهم،