ودفعها لغلمانه، وكساهم الصوف، وألزمهم أعمالا صعبة، فدخلوا عليه فى مجلسه، فقتلوه، ثم قتلوا أنفسهم.
فقال الوليد بن عقبة:
ألا إنّ خير النّاس نفسا ووالدا ... سعيد بن عثمان قتيل الأعاجم
ولمّا بايع معاوية لولده يزيد قال صبيان المدينة فى أقوالهم:
والله لا مبايعا يزيد ... حتّى ينال رأسه الحديد
إنّ الأمير بعده سعيد
فلمّا قدم سعيد بن عثمان على معاوية قال له: يا بن أخى، ما شئ بلغنى عنك من ترشيحك للخلافة؟ قال: وما ينكر من ذلك يا معاوية؟ والله إنّ أبى لخير من أبى يزيد، وإنّ أمّى لخير من أمّه، ولأنا خير منه، ولقد استعملناك (٢٤٤) فما عزلناك، ووصلناك فما قطعناك، وصار أمرنا فى يديك، فخلأتنا عنه أجمع، فقال معاوية: صدقت فى أنّ اباك خير منّى، وأنّ أمّك خير من أمّه، لأنّ أمّك من قريش وأمّه من كلب، وبحسب امرأة أن تكون من صالحى نسائها، وأمّا قولك أنّك خير منه، فو الله ما يسرّنى أنّ بينى وبين العراق حبلا نظم لى فيه أمثالك، الحق بالعراق عمل زياد، فقد أمرته أن يولّيك خراسان، ثم عزله بعد ذلك خوفا منه.
ومن ولد عثمان رضى الله عنه أبان بن عثمان، شهد أبان الجمل مع عائشة، وولى المدينة فى أيّام عبد الملك بن مروان، فقال عروة بن الزبير: الله أكبر، جاء فى الحديث أنّ:«هلاك بنى أميّة عند ولاية رجل أحول»، وكان أبان