أحول أبرص، وكانوا يظنّونه الأحول الذى هلاك بنى أميّة عند ولايته، وكان ذلك الأحول هشام بن عبد الملك، وكان أبان صاحب رشوة وجور، وأصابه فالج، فمات فى خلافة يزيد بن عبد الملك.
ومن ولد أبان عبد الرحمن، كان يصلّى فى كلّ يوم ألف ركعة، ويكثر الحجّ والعمرة، وله خطر، ومروءة، وصلاح، وصدقة، كان إذا تصدّق قال: اللهمّ هذا لوجهك الكريم، فخفّف عنّى الموت، فصلّى الغداة فى خروجه إلى الحجّ، ثم نام، فأيقظوه فوجدوه ميتا.
وكان محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان يسمّى الديباج لحسنه، وأمّه فاطمة بنت الحسين صلوات الله عليه، فقدم الرمّاح بن ميّادة المدينة، وأميرها عبد الواحد ابن سليمان، فسمع عبد الواحد يقول: إنّى لأهمّ بالتزويج فابغونى أيّما! فقال ابن ميّادة: أنا أدلّك، قال: على من؟ وفّقك الله؟ فقال: دخلت مسجدكم هذا فإذا أشبه شئ به وبمن فيه الجنّة وأهلها، فبينا أنا أمشى (٢٤٥) إذ قادتنى رائحة عطر من رجل، فوقعت عينى عليه، واستلهانى حسنه، وتكلّم فكأنّما قرأ قرآنا، وتلا زبورا، حتى سكت، فلولا علمى بالأمير لقلت إنّه هو، فسألته عنه، فأخبرت أنّه من الحيّين للخليفتين عثمان وعلىّ: وأنّه قد نالته ولادة من رسول الله صلّى الله عليه وسلم، فلها نور ساطع فى غرّته، فإن اجتمعت أنت وهو على ولد، بأن تتزوّج ابنته ساد العباد، وجاب ذكره البلاد، فقال: ذاك محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، ولد [فاطمة](١) بنت الحسين، فقال ابن ميّادة:
لهم بهجة لم يعطها الله غيرهم ... وكلّ عطاء الله فضل مقسّم