للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وترك ألفى ألف درهم ومائتى ألف دينار، وكان ماله قد اغتيل، وكانت قيمة ما ترك من العقار والأموال ثلاثين ألف ألف درهم، ومن الناضّ ألفى ألف درهم ومائتى ألف دينار، والباقى عروض.

ولمّا حضر يوم الجمل قال طلحة: إنّا كنّا داهنّا فى أمر عثمان، فلا أقلّ من أن نبذل فيه دماءنا، الّلهمّ خذ لعثمان منّى حتى ترضى، فلمّا أصابه السهم اعتنق فرسه، وركضه حتى مات فى بنى تيم، ودفن طلحة عند قنطرة قرّة بالبصرة، رحمه الله، وأرضى عنه.

دخل ولد طلحة على علىّ كرّم الله وجهه، فرحّب به (٢٦٣) علىّ عليه السّلام فقال: أترحّب بى يا أمير المؤمنين، وقد قاتلت أبى، وأخذت ماله؟ فقال: أمّا مالك فهو معزول فى بيت المال، فاذهب فخذه، وأمّا قتالى أباك فإنّى أرجو أن أكون أنا وأبوك ممّن قال الله عزّ وجلّ فيهم: {وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ»} الآية (١)، وكان الذى قبض من طلحة أرضا له فردّها علىّ رضى الله عنه وردّ غلّتها للسنين الماضية.

وكان لطلحة أولاد، منهم محمّد السجّاد، وقتل يوم الجمل مع أبيه، ولمّا ولد محمّد هذا جاءت به أمّه حمنة بنت جحش رسول الله صلّى الله عليه وسلم فسمّاه محمّدا وكنّاه أبا إسحاق، وقال: «لا أجمع له بين اسمى وكنيتى»، وكان علىّ رضى الله عنه قد نهى الناس عن قتل محمد هذا، قال: إيّاكم وصاحب البرنس، فقتله شريح ابن أوفى العبسىّ، فلمّا رآه علىّ مقتولا استرجع، وقال: السجّاد؟ وربّ الكعبة هذا الذى قتله برّه بأبيه، وكان أبوه قد أمره بالتقدّم، فتقدّم، ونثل درعه بين