للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجليه، ووقف عليها، وكان كلّما حمل عليه رجل قال: نشدتك [بحاميم] (١)، فقتله شريح، وقال:

وأشعث قوّام بآيات ربّه ... قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

ضممت إليه بالقناة قميصه ... فخرّ صريعا لليدين وللفم

على غير ذنب غير أن ليس تابعا ... عليّا ومن لا يتبع الحقّ يندم

يناشدنى حاميم والرّمح شاجر ... فهلاّ تلا حاميم قبل التقدّم

وقيل: قتله الأشتر، ولمّا رأى الحسن صلوات الله عليه جزع أبيه علىّ كرّم الله وجهه على محمّد بن طلحة قال: يا أمير المؤمنين، قد كنت أنهاك عن سيرك هذا، فغلبنى عليك فلان وفلان، فقال يا بنىّ، كان ذلك فى الكتاب مسطورا، وددت لو متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة.

(٢٦٤) خرج علىّ عليه السّلام فى ليلة يوم الجمل، ومعه قنبر مولاه، وبيده شمعة يتصفّح وجوه القتلى، فوقف على طلحة فى بطن واد فمسح الغبار عن وجهه، وقال: أعزز علىّ أبا محمّد أن أراك معفّرا فى التراب، تحت نجوم السماء، وبطون الأودية، إنّا لله وإنّا إليه راجعون، ثمّ بكى وقال:

شفيت نفسى وقتلت معشرى ... [إليك] (٢) أشكو عجرى وبجرى

ومن أولاد طلحة: عائشة بنت طلحة، كانت من أنبل نساء قريش، وأجملهنّ، تزوّجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصدّيق، ثم خلف عليها مصعب