الآخر عمرا، باسم عمرو بن سعيد بن العاص، قتل يوم اليرموك.
قال عبد الله بن الزبير: فأتونى وقالوا: اقسم ميراثنا! فقلت: لا والله حتى أنادى بالموسم أربع سنين: ألا من كان له على الزبير دين فليأتنا نقضه، فنادى المنادى أربع سنين، ثم قسمت ميراثه، وكان الزبير أربع نسوة، فصار لكلّ امرأة منهنّ من ثمن عقاراته ألف ألف ومائة ألف وكان ثمن ماله أربعة ألف ألف وأربع مائة ألف، وكان الثلثان الّذى اقتسمه الورثة خمسة وثلاثين ألف ألف درهم ومائتى ألف درهم، هذا القول ساقه صاحب كتاب التذكرة الحمدونيّة (١) فى تذكرته، وعليه العهدة فى ذلك.
وأقطع رسول الله صلّى الله عليه وسلم الزبير أرضا من أراضى بنى النضير، ذات نخل وشجر، وأقطعه أبو بكر رضى الله عنه ما بين الجرف إلى قباء، وأقطعه عمر العقيق (٢)، وكان قد أقطعه رسول الله صلّى الله عليه وسلم حضر (٣) فرسه، فركض الزبير حتى أعيا، ثم رمى السوط، فأقطعه ذلك.
قالت أسماء ابنة أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه: لقد تزوّجنى الزبير وما له فى الأرض مال، ولا مملوك، ولا له شئ يملك، إلاّ (٢٦٩) فرسه، وكنت أعلفه وأكفيه مئونته، وأسوسه، وأدقّ النوى [لناضحه](٤)، وأعلفه وأستقى الماء، وأخرز غربه، تعنى دلوه، وما كنت أحسن الخبز، فيخبزن لى جاراتى، قالت