للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قبل طلوع الشمس ينظر فيها إلى المراكب (١١١) وقد أقلعت من قبرص فيخبر أهل البلد فيستعدّون للحرب.

فتحيّل ملوك الفرنح حتى قلعوا المرآة من المنارة، واختلفوا فى أىّ زمان قلعت المرآة المذكورة على قولين، أحدهما فى زمان الوليد بن عبد الملك بن مروان، قال: وكان الإسكندر قد صنع هذه المرآة بحكمته حفظا للبلد من العدوّ أن يدهمها بغتة، فلمّا كان فى زمن الإسلام وكان فى عزم ملوك الروم قصد مصر فلم يتأتّى لهم ذلك وكان لهم ملك داهية فأظهر الغضب على خادم له وكان خصيصا به وكان الخادم باقعة ذا مكر وخديعة، فأعطاه أموالا عظيمة من جواهر ويواقيت وأسرّ إليه أن يحتال فى تلك المرآة وقلعها وقرّر معه ما يضع، قال: فخرج ذلك الخادم إلى البلاد ودفن تلك الأموال فى عدّة أماكن متفرّقة وتوصّل بعد ذلك إلى الوليد ابن عبد الملك فأسلم على يده وقال: أنا خادم الملك الفلانى وقد رغبت فى الإسلام وقد وقد وقع لى كتاب فيه أسماء المطالب التى بالشام ومصر فساعدونى بالمال والرجال لترى ما أصنع.

وكان الوليد شرها فأمدّه بما طلب فصار يحفر تلك الحفائر التى أودع فيها تلك الأموال والجواهر ويحملها إلى الوليد فسرّ بذلك واستولى عليه وملك قلبه وأخذ منه من الأموال أضعاف ما كان يحمل إليه، وكان يبعث بها إلى مولاه ملك الروم سرّا أوّلا فأوّلا فقال الخادم للوليد إنّ تحت المنار التى بالإسكندريّة ذخائر الإسكندريّة وذخائر شدّاد بن عاد وملوك مصر لا يعلمها إلاّ الله تعالى، فابعث معى رجالا لنهدم المنار! وكان طولها ألف ذراع والمرآة على رأسها، فبعث معه الرجال فهدم منها جانبا فثار المسلمون وأرادوا قتل ذلك الخادم وقالوا: تهدم هذه المنارة وهى معقل الإسلام بقول علج، فأمهل الخادم إلى الليل وقد أعدّ مركبا لطيفا بالقرب منه وصعد إلى المنار نصف الليل وقلع المرآة ورمى بها (١١٢) فى