ساعة، وضاحكه، ثمّ قال: يا أبا عبد الله، ثمّ غداء قد راح (١)، هل لك فيه؟ فقال عمرو: نعم.
فدعا معاوية بالطّعام المستعدّ، فوضع، فقيل لأصحاب معاوية: هلموا إلى الغداء، فقال معاوية: أصحابك يا أبا عبد الله الأولى بالتقدّم على أصحابى، فأعجب بذلك عمرو، فعاد كلّما قام رجل من أصحاب عمرو، جلس رجل من أصحاب معاوية، وقام الموكّلون بالباب، فمنعوا أصحاب عمرو من العود، وغلقوا الباب دونهم، فلمّا عاين عمرو أن لا ثمّ عنده أحد من أصحابه، علم قصد معاوية، فقال عمرو: فعلتها أبا يزيد؟ فقال: نعم، فإنّما بينى وبينك أمران، اختر أيّهما شئت: البيعة لى، أو القتل لك، فليس والله غيرهما، فحينئذ بايعه على رغم منه، فى محضر من مشايخ الشام، ثم انصرف معاوية إلى منزله.
ولما بلغ عليّا عليه السّلام ما كان من أمر أبى موسى وعمرو، قال: إنّى كنت تقدّمت إليكم فى هذه الحكومة، ونهيتكم عنها فأبيتم إلاّ عصيانى، فكيف رأيتم عاقبة أمركم؟ والله إنّى لأعلم من جهلكم على خلافى والترك لأمرى ما يوهيكم، ولو أشاء أخذه لفعلت، لكنّ الله يفعل ما يريد.
قال الطبرى رحمه الله (٢): ثم إنّ الخوارج اجتمعوا فى أربعة آلاف رجل، فبايعوا عبد الله بن وهب الراسبى، ولحقوا بالمدائن فقتلوا عبد الله بن [حبّاب](٣)