الشام إلى معاوية، فسلّموا عليه بالخلافة، ورجع ابن هانئ وابن عبّاس إلى علىّ عليه السّلام فأخبروه بذلك، هذا من رواية المسعودىّ (١)، رحمه الله.
وقال الطّبرىّ رحمه الله: إنّ أبا موسى الأشعرى وعمرو بن العاص لمّا اجتمعا بدومة الجندل، لم يزل عمرو بأبى موسى إلى أن أجابه بأنّ عثمان قتل مظلوما، وأنّ أولى الناس بالأمر وليّه [الطالب بدمه](٢)، وكتب بذلك بينهما صحيفة، وقال الطبرى (٣): إنّ عمرا لمّا رجع إلى معاوية، لم يأته، ولا عبأ به، وأتى منزله وقال: قد كنت آتيه وأحتفل بأمره إذ كانت لى إليه حاجة، فأمّا إذا كان الأمر قد صار بيدى، أولّى فيه من شئت.
فلمّا بلغ معاوية ذلك عمل الحيلة على عمرو، وأمر بطعام فصنع، ثم دعا بخاصّته وأهله ومواليه، وقال: دعوا قوم عمرو، فليجلسوا قبلكم، فكلّما قام رجل منهم فليجلس رجل منكم مكانه، فإذا خرجوا ولم يبق فى الدار منهم أحد، فامنعوهم من الدخول إلى الدار، وأغلقوا الباب (٣٠٥) دونهم، ثم غدا معاوية إلى عمرو ابن العاص، فدخل عليه وعمرو جالس على فرشه، فلم يقم عنها، فجاءه معاوية فجلس دون الفرش، واتّكأ على جنبه، وكان عمرو قد أعدّ فى نفسه أنّ الأمر قد صار فى يده، يندب إليه من يشاء، ويضعها فيمن يريد، قال: فحادثه معاوية