فعظم عليه، وقد كان طمع فى مصر، قال: فبعث إلى [الجايستار](١)، وهو رجل من أهل الخراج، فقال له: إنّ الأشتر سيقدم عليك طالبا مصر، فإن أنت كفيته لم آخذ منك خراجا ما بقيت، فاحتل عليه بما قدرت، قال: فخرج [الجايستار](١) حتى أتى القلزم، فأقام به حتى قدم الأشتر من العراق طالبا مصر، فلمّا انتهى إلى القلزم تلقاه [الجايستار](١)، فقال: أيّها الأمير، هذا منزل وطعام وعلف، وأنا رجل من أهل الخراج، فنزل عنده، فقدّم له طعاما، حتى إذا أكل، أتاه بشربة من عسل، قد برّد بماء، وكان الأشتر يحبّ ذلك، وجعل فيه سمّا قاتلا، فكان سبب موته، وأقبل معاوية يقول للناس من أهل الشام: أيّها النّاس، إنّ عليّا قد وجّه الأشتر إلى مصر، فادعوا الله أن يكفيكموه، فكانوا كلّ يوم يدعون على الأشتر، وقدم [الجايستار](١) على معاوية، وعرّفه بموت الأشتر، فقال: إنّ لله جندا منهم العسل، فصارت مثلا.
ثم قام خطيبا، وقال: أمّا بعد، فإنّه قد كان لعلىّ بن أبى طالب يداز، فقطعت إحداهما يوم صفّين، يعنى عمّار بن ياسر، وقطعت الأخرى اليوم، يعنى الأشتر، ثم وجّه [عمرو بن العاص إلى مصر](٢) فى أربعة آلاف (٣)، ووجّه معه ابن حديج، وأبا الأعور السلمى.
ولمّا قارب عمرو مصر، قام محمّد بن أبى بكر فى أهل مصر خطيبا، وانتدب (٣٠٩) النّاس لحرب عمرو بن العاص، فانتدب معه نحوا من ألفى رجل،