ابن العاص إلى ابن حديج، يأمره أن يبعث بمحمّد إليه، فقال معاوية بن حديج:
قتلتم كنانة بن بشر، وأخلّى أنا محمّد بن أبى بكر؟ هيهات هيهات، {أَكُفّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ»}(١)، فقال لهم محمّد بن أبى بكر (٣١٠):
اسقونى شربة من الماء، فقال له ابن حديج: لا سقى الله من يسقيك قطرة من الماء، أنتم منعتم عثمان أن يشرب الماء، وقتلتموه صائما محرّما، فتلقّاه الله بالرحيق المختوم، والله لأقتلنّك يا ابن أبى بكر، حتّى يسقيك الله الحميم والغسّاق، فقال له محمّد بن أبى بكر: يابن اليهوديّة النسّاجة، ليس ذلك إليك، ولا إلى من ذكرت، إنّما ذلك إلى الله عزّ وجلّ، أما والله لو كان سيفى فى يدى ما بلغتم بى هذا!
فقال له ابن حديج: أتدرى ما أصنع بك؟ أدخلك فى جوف حمل، ثم أحرقه بالنار، فقال له محمّد بن أبى بكر: إن فعلتم بى ذلك فطالما فعلتم (٢) ذلك بأولياء الله تعالى، وإنّى لأرجو أن تكون هذه النار التى تحرقنى بها [أن](٣) يجعلها الله عزّ وجلّ [علىّ](٣) بردا وسلاما، كما جعلها على خليله إبراهيم، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمرود وأوليائه، وأن الله عزّ وجلّ ليحرقك ومن ذكرته، يعنى معاوية بن أبى سفيان، وهذا، وأشار إلى عمرو بن العاص، بنار تلظّى عليكم كلما خمدت (٤) زادها الله سعيرا.