قال المسعودى رحمه الله: مات عمرو بن العاص رضى الله عنه، وله من العمر تسعون سنة، ولمّا حضرته الوفاة قال: اللهمّ لا براءة عندى فاعتذر، ولا قوة لى فانتصر، أمرتنا فعصينا، ونهيتنا فركبنا! اللهمّ هذه يدى إلى ذقنى.
ثم قال: خدّوا لى فى الأرض، وشنّوا علىّ التراب شنّا. ووضع إصبعه فى فيه حتى مات رحمة الله عليه. وصلّى عليه ابنه عبد الله يوم عيد الفطر، فبدأ بالصلاة عليه قبل صلاة العيد، ثم صلا بالناس بعد ذلك صلاة العيد.
وولّى معوية مكانه ابنه عبد الله، وقيل: بل ولّى مكانه أخا معوية عتبة ابن أبى سفيان، وهو الصحيح. وكان القاضى بمصر عثمان بن قيس لم يزل حتى ولّى عمرو بن العاص سليم بن خير، وكان قد أدرك عمر بن الخطاب رضى الله عنه وحضر خطبته بالجابية، وفوّض إليه مع القضاء القصص. وخلّف عمرو بن العاص رحمه الله من الدنانير العين ثلثماية ألف دينار، ومن الورق ألفى ألف درهم، وغلال بماية ألف دينار بمصر خزنه، وضيعته المعروفة بالرهط، وكان قيمتها عشرة آلاف دينار.
وقال المسعودى: إن معوية قال لعمرو بن العاص ذات يوم: هل غششتنى مذ صحبتنى؟ قال: لا. فقال معوية: بلى والله يوم أشرت علىّ
(١ - ٦) مات. . . العيد: ورد النص فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨١٥
(٧ - ٨) عبد الله. . . سفيان: فى الكامل ٣/ ٤٢٥: «وفيها [سنة ٤٣] ولّى معاوية عبد الله بن عمرو بن العاص»؛ فى كتاب الولاة ٣٥:«ثم وليها عتبة. . . من قبل أخيه معاوية. . .»، كذا فى حكام مصر لفيستنفلد ٢٨؛ كتاب الأنساب لزامبور ٢٥