للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى استخرجت ذلك من كتاب الله عز وجل ومن قول الشاعر. فأما ما قرئ من كتاب الله عز وجل فقوله تعالى: {خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً}، وأما الشعر فقول النابغة <من الطويل>:

ولست بمستبق أخا لمآثم ... على شعث أىّ الرجال المهذّب

فقد قبلنا منك الأجر وغفرنا لك الذنب.

[قلت: وقد روى هذا البيت الذى للنابغة <من الطويل>:

ولست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث، أىّ الرجال المهذّب]

قال: فقام بن عباس قايما وقال: الحمد لله الذى أمر بحمده وأعدّ عليه ثوابه، أحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، أما بعد: فإنك ذكرت أنك تحبنى لقرابتى من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك واجب عليك وعلى كل مسلم ومؤمن آمن بالله ورسوله، لأنه الآجر الذى سألكم عليه لما أتاكم به من الضياء والبرهان المبين. فمن لم يحبّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقد خاب وخسر وكبا وخزى وحل محل الأشقياء. وأما قولك إنى من أسرتك وأهل بيتك، فهو لعمرى كذلك، وإنما أردت بذلك صلة الرحم وأنت

(٣) النابغة: يعنى النابغة الذبيانى

(٤) ولست. . . المهذّب: ورد البيت فى الأغانى ٢/ ١٩٣؛ ديوان النابغة الذبيانى ص ٧٤؛ العقد الثمين ٥؛ كتاب الشعر /٨١/لمآثم: فى الأغانى ٢/ ١٩٣؛ ديوان النابغة الذبيانى ص ٧٤؛ العقد الثمين ٥؛ كتاب الشعر ٨١: «لا تلمّه»