وأيم الله لم تزل وصولا للرحم، وهى من أفعال الأبرار فلا تثرتب عليك.
وأما قولك إنى لسان قريش وزعيمها فإن لم أعط من ذلك شيئا إلا وأنت أعطيت مثله، ولكنك قلت ذلك لشرفك وفضلك كما قال (٢٧) الأول <من الطويل>:
وكلّ كريم للكريم مفضّل ... يرا أهله أهلا وإن كان أفضلا
وأما قولك إن أبى كان خلا لأبيك فقد كان ذلك، وقد علمت ما كان من أبى لأبيك يوم الفتح وكان شاكرا مكرما، وقد قال الأول <من الطويل>:
سأحفظ من آخى أبى فى حياته ... وأحفظه من بعده فى الأقاربى
ولست لمن لا يحفظ العهد واثقا ... صديقا ولا عند السليم بصاحبى
وأما قولك فى عدوى عليك بصفين، فو الله لو لم أفعل لكنت من شرار العالمين، ويحك يا معوية، أكانت تحدثك نفسك أنى كنت خاذلا لابن عمى أمير المؤمنين، وقد نصروه المهاجرين والأنصار، أو كنت أظن بنفسى، أو أشك فى دينى، أم تجبن فى سجيتى، والله لو لم أفعل ذلك إلا لإحسانه لى. وأما قولك خذلان عثمان، فقد خذله من هو أمس به رحما منى ومنك، وأبعد رحما منى ومنك، فكان لى فى الأقربين والأبعدين أسوة. ولم والله أعدو عليه فيمن عدا، بل كنت كافا أهل الحجاز عنه.
وأما قولك عايشة، فلو قعدت فى بيتها كما أمرها الله ورسوله لكان