للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويلعنه لعنة الله ولعنة الاعنين ولعنة الناس أجمعين.

قال معوية: كثرت فى ابن عمك يابن عباس. فما تقول فى أبيك العباس؟ قال: رحم الله أبا الفضل، كان صنو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقرة عين، صفىّ الله، سيد الأعمام، له أخلاق آبايه الأجواد، وأحلام أجداده الأنجاد، تباعدت الأسباب عند فضيلته، صاحب البير والسقاية، والمشاعر والتلاوة، وكيف لا يكن كذلك وقد ساسه أكرم من دبّ إذ كان أبوه بعد الأب؟ فقال:

يابن عباس، أنا أعلم أنك كلمانىّ أهل الملّة. قال: وكيف لا أكون كذلك، وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اللهم فقّهه فى الدين، وعلّمه التأويل؟

ثم قال بن عباس: يا معوية، إن الله-جل ثناؤه وتقدست أسماؤه- خصّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم بصحابة أبرّوه على الأموال، وبذلوا النفوس دونه فى كل حال، ووصفهم الله فى كتابه فقال: {رُحَماءُ بَيْنَهُمْ}، الآية، فآمنوا بمعالم الدين، وناصحوا لكافة المسلمين، حتى تهذّب طرفه، وقويت أسبابه، وظهر آلاء الله واستقر دينه، ورصخت أعلامه، وأزال الله به الشرك

(٢) كثرت: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٨٠: «اكثرت»

(٤) الأنجاد: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٨٠: «الأمجاد»

(٥) البير (البئر): فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٨٠: «البيت»

(٦) وكيف لا يكن: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٨٠: «ولم لا يكون»

(١٢) تهذّب طرفه: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٨١: «تهذّبت طرقه»

(١٣) رصخت (رسخت): فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٨١: «وضحت»