قال معوية: إيه يابن عباس، فما تقول فى عثمان؟ فقال: رحم الله أبا عبد الرحمن عثمان، كان والله أكرم الجعدة، وأفضل البرية، هجّاد فى الأسحار، كثير الدموع عند ذكر النار، نهاض عند كل مكرمة، سبّاق إلى كل منجبة حييّا أبيّا، وقيا وفيّا، صاحب جيش العسرة، ختن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأعقب الله من لعنه اللعنة إلى يوم الدين!
قال معوية: فما تقول فى علىّ؟ قال: رضى الله عن أبى الحسن! كان والله علم الهدا، وكهف التّقى ومحلّ الحجى، وبحر الندا، وطود البها، وكهف العلا، فى الورى داعيا إلى المحجّة العظما، مستمسكا بالعروة الوثقى، خير من آمن واتقى، وأفضل من تقمّص وارتدا، وأبرّ من انتعل وسعا، وأفصح من تنحنح (٣٩) وقرا، وأكبر من شهد النجوى سوى الأنبياء والنبى المصطفى، فهل يوازنه أحد، وأبو السبطين؟ فهل يقارنه بشر، وزوج خير النساء؟ فهل يفوقه فايق، فى حومة الطعن جوال، وفى موقف الحرب قتال؟ لم تر عينى مثله ولن ترا، فعلى من يبغضه
(٢) الجعدة: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٧٩: «الحفدة»
(٤) منجبة: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٧٩: «منحة»
(١١) وأبو السبطين: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٧٩: «وهو أبو السبطين»
(١٢) وزوج: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٧٩: «وهو زوج»
(١٢ - ١٣) فى حومة. . . قتال: فى مروج الذهب ٣/رقم ١٨٧٩: «وهو للأسود قتّال وفى الحروب ختّال»