للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المآكل اللطيفة الخفيفة. ثم يدخل فينام ثلث الليل الوسط. ثم ينتبه ويتوضأ ويصلى أربع ركعات، ويحضر الدفاتر على الشموع فيقروا عليه فى سير الملوك وأخبارها والحروب والمكايدة، فيقرأ ذلك عليه غلمان له قد رتبهم لذلك، وقد وكلوا بحفظها. فلم يزل كذلك إلى الفجر الأول، فيكون الأمر على ما تقدم.

واجتهد من أتا بعده مثل عبد الملك بن مروان وغيره أن يدركوا بعض ذلك فلم يصلوا إليه، وبلغ من أخذ قلوب الناس له فى الطاعة والقبول واعتدال السياسة خاصته وعامته أن جعلوا لعنة علىّ عليه السّلام عليهم سنّة ينشأ عليها صغيرهم ويهلك عليها كبيرهم. فإنّا لله وإنّا إليه راجعون من هذه المحنة العظيمة.

[وروى لمعوية رضى الله عنه من شعره ما رواه أهل الأدب من الثقاة يقول <من الوافر>:

نبذت سفاهتى وأرحت حلمى ... وفىّ على تحلّمى اعتراض

على أنى أجيب إذا دعتنى ... إلى حاجاتها الحدق المراض

ومن شعره أيضا <من الطويل>:

إذا لم أجد بالحلم منّى عليكم ... فمن ذا الذى بعدى يؤمّل للحلم

خذيها هنيّا واذكرى فعل ماجد ... حباك على فعل العداوة بالسلم]