للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلم يكن ليزيد همة ولا شغل ولا أمر غير الحسين بن علىّ عليه السّلام وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير. فكتب إلى الوليد بن عتبة بن أبى سفيان: أما بعد فإنّ أمير المؤمنين معوية انتقل إلى الله عز وجل، فخذ الحسين بن علىّ وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير أخذا شديدا لا رخصة فيه حتى يبايعوا.

فلما وقف الوليد على كتاب يزيد استشار مروان بن الحكم، فقال مروان: أرى أن تدعوهم فى هذه الساعة إلى البيعة. فإن فعلوا وإلا فاضرب رقابهم قبل أن يعلموا بموت معوية. فبعث الوليد إليهم فوجد الحسين عليه السّلام وبن الزبير جالسين فى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال الرسول: أجيبا الأمير. فقالا للرسول: ها نحن فى أثرك. فانصرف. ثم قال بن الزبير للحسين: ما عندك فيما بعث به إلينا فى غير وقت له به (٥٥) عادة؟ فقال الحسين عليه السّلام: أرى أنّ طاغيتهم قد مات. فبعث إلينا ليأخذ البيعة علينا قبل ظهور الخبر. فقال بن الزبير: هو ذاك والله، فما تريد أن تصنع؟ قال الحسين: أجمع فتيانى وأصحابى وأدخل إليه، وهم وقوف بالباب. ثم فعل كذلك. فلما دخل على الوليد أوقفه على الكتاب. فقال الحسين: رحم الله معوية وعظم لك الأجر، ومثلى لا يبايع سرا فادعنى مع الناس. فقال الوليد: انصرف فى دعة الله. فقال مروان:

والله لين فارقته الساعة قبل أن يبايع لا قدرت عليه بعده، احبسه حتى يبايع أو اضرب عنقه. فقال الحسين: أنت تقتلنى يابن الزرقاء تخسّ قبل