إذا مات لم تفلح مزينة بعده ... فنوطى عليه يا مزين التمايما
(٥٤) ولنعود إلى سياقة التاريخ بحول الله وقوته.
فلما صلى يزيد على قبر أبيه وجلس، بهت إلى الناس وبهّت الناس إليه، لا يدرون يهنونه بالخلافة أم يعزونه بأبيه. فقام رجل أعرابى وأنشد هذه الأبيات <من البسيط>:
أشكر يزيد الذى للفضل أولاكا ... فقد أنالك ما أغناك مولاكا
لا رزى أعظم مما قد رزئت به ... وكل عقبى رجونا منك عقباكا
أصبحت راع أمير الناس كلّهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا
قال: ففتح ذلك الأعرابى باب الكلام للناس. ثم جلس فى دست الخلافة.
وكان يوميذ الأمير على مكة عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالأشدق، وعلى المدينة الوليد بن عقبة بن أبى سفيان، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد، وعلى الكوفة النعمان بن بشير، كل هؤلاء نواب كانوا لمعوية رضى الله عنه قبل موته.
(٥) الأبيات: هذه الأبيات لعبد الله بن همّام السّلولى، قارن كتاب الشعر ٤١٢
(٦ - ٨) أشكر. . . يرعاكا: وردت الأبيات فى أنساب الأشراف ٤ ب/٥؛ البيان ٢/ ١٠٩؛ كتاب الشعر ٤١٢ - ٤١٣؛ مروج الذهب ٣/رقم ١٩١٤ باختلاف كبير
(٨) أمير الناس: فى البيان ٢/ ١٠٩، كتاب الشعر ٤١٣:«أهل الدّين»
(١١ - ١١،٨٤) كان. . . العاص: وردت الحادثة فى تاريخ الطبرى ٢/ ٢١٦ - ٢٢٠