للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: أرأيت ذلك منها؟ قالت: نعم. فقال معوية: أما على ذلك، فلما انفرجت عنه ساقيها خير ممّا انفرجت عنه ساقاك! يريد أنّ ولدها خير من ولدك. فقالت له: لا والله، ولكنك تحب ابنها وتحابيه. فقال لها:

سأريك. ثم إنه استدعى عبد الله ولدها فأتى، فقال له: يا بنى، إنى قاض لك اليوم كل حاجة، فاذكر حوايجك كانت ما كانت. فقال: يا أمير المؤمنين، اشتر لى حمارا. فقال له: يا بنى، أنت حمار، وأشترى لك حمارا. ثم إنه استحضر يزيدا وقال له: يا بنى، إنّ أمير المؤمنين قد بسط لك أملك فاذكر حاجة أن كانت لك. فاستقبل يزيد القبلة فسجد. ثم رفع رأسه فقال: الحمد لله على جميل رأى أمير المؤمنين فىّ. ثم قال:

حاجتى أن تعهد إلىّ عهدك. فقال معوية: نعم ونعمى عين، أنت ولى عهدى. قال: فسجد يزيد وحمد الله. ثم قال له معوية: هل غير ذلك؟ قال: نعم، يزيد أمير المؤمنين كل رجل من أهل الشام عشرة دنانير فى عطايه ويعلمهم أن ذلك بشفاعتى. قال: قد فعلت فهل غير ذلك؟ قال:

ويزيد أمير المؤمنين لأولاد من قتل معه بصفين وغيرها، ويجعل أمير المؤمنين عرض الطايفة العام إلىّ أستكفى فيه لأفتح أمرى بتجهيز الجيوش فى سبيل الله عز وجل. قال معوية: قد فعلت.

فلمّا رأت أمّ عبد الله أنّ يزيد قد حصل على الخلافة قالت: يا أمير المؤمنين أنت أعلم بولدك، فأوص يزيد بى وبولدى خيرا. ثم قام يزيد فولى وهو يدعوا لأبيه، فتمثل معوية بقول الشاعر <من الطويل>: