للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشاعر يخاطب بن الزبير <من البسيط>:

لا يجعلنّك فى قيد وسلسلة ... كيما يقول أتانا وهو مغلول

وتمثل بن الزبير بقول الشاعر عند ما سئم أن يضع رجله فى السلسلة <من البسيط>:

ولا ألين لغير الحقّ أسله ... حتى يلين لضرس الماضغ الحجر

ولما ييس يزيد من ابن الزبير، كتب إلى عمرو بن سعيد الأشدق، وأمره أن يوجه جيشا لحرب ابن الزبير. فسيّر جيشا لحربه فقاتل لابن الزبير، فهزمه ابن الزبير وأخذ أميره أسيرا، وكان الأمير على الجيش عمرو ابن الزبير أخا عبد الله بن الزبير، لأنه كان على شرطة عمرو بن سعيد، وكان كارها لأخيه عبد الله بن الزبير. فلما أخذه حبسه ونادى: من كانت له قبل أخى عمرو مظلمة فليحضر ليقتصّ منه، فلم يزل يقتص له ممن ضربه حتى مات من ضرب السياط، ويقال: إنه لما أسر جئ به إلى أخيه عبد الله، وفى وجهه شجة يقطر منها الدم على قدميه، فتمثل بقول الشاعر <من الطويل>: