للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأمان، وكان قد استجار بهما. فلما رآه أدناه وقربه وقال: لولا أن أمير المؤمنين أمرنى بقربه ما شفعتكما فيه. ثم أمره بالانصراف على بغله، وكان يزيد قد أوصاه عند خروجه إلى المدينة. فقال له: إذا قدمت المدينة فادعهم ثلثا، فإن أجابوك وإلا فقاتلهم. فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلثا، فما كان فيها من مال وسلاح فهو لك وللجند بسهمهم. فإذا مضت الثلاث فاكفف عن الناس. واعلم أنك ستقدم على قوم أفسدهم حلم أمير المؤمنين معوية، فظنوا أنهم لا تنالهم الأيدى، فلا تردّن أهل الشام عنهم.

واستوص بعلىّ بن الحسين بن علىّ خيرا، وأدن مجلسه فإنه لم يدخل فى شئ مما دخلوا فيه. وارتحل مسلم إلى المدينة فخندقوا عليهم، وأجلهم ثلثا، فلما انقضى الأجل، ولم يجيبوه ضرب فسطاطه وزحف بعسكره فقاتله أهل المدينة قتالا شديدا انثنت فيه السيوف وانقصفت فيه الرماح. ثم انهزم أهل المدينة، وأباحها مسلم، وخرج أبو سعيد الخدرى صاحب (٧٥) رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاقتحم مغارة فدخل عليه رجل بالسيف فقال له أبو سعيد: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنَا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ}، الآية. فقال الشامى: من أنت؟ فقال: أبو سعيد الخدرى صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال له الشامى: استغفر لى، وتركه.

وانتهبت دور المدينة إلا دار أسامة بن زيد بن حارثة، فإن كلبا

(٧) أنهم. . . الأيدى: فى أنساب الأشراف ٤ ب/٣٤: «أن الأيدى لا تنالهم. . .» // عنهم: فى أنساب الأشراف ٤ ب/٣٤: «عمّا أرادوه بهم»