والله لين كانت الدنيا خيرا فلقد نلنا منها حظا، وإن كانت شرا فكفى ذرية أبا سفيان ما أصابوا منها. فقال له مروان بن الحكم: صيّرها عمرية يعنى شورى. فقال: ما كنت بمتقلدكم حيا وميتا، ومتى صار معوية بن يزيد مثل عمر بن الخطاب؟ ومن برجال عمر أو مثلهم؟ ثم نزل.
فكانت خلافته أربعون يوما، وخلع نفسه من الخلافة طلبا للنجاة فى الآخرة، وتوفى بعد ذلك بأربعين يوما والله أعلم.
قال صاحب التذكرة إن معوية بن يزيد لمّا خطب قال: أيها الناس إن يكن هذا الأمر خيرا فقد استكثر منه آل أبى سفيان، وإن يكن شرا ما أولاهم بتركه، والله ما أحبّ أن أذهب إلى الآخرة وأدع (٨٣) لهم الدنيا، ألا فليصلّ بالمسلمين حسان بن مالك، وشاوروا فى خلافتكم، غفر الله لكم، وعزم لكم على الرشد فى قضايه. ثم نزل وأغلق بابه ومرض حتى مات رحمة الله عليه.
نكثة: وقع فى الأمويين كما وقع فى الهواشم لأن الحسن بن علىّ عليه السّلام سلمها من غير قتال ولا حرب، وكذلك معوية بن يزيد رحمه الله سلمها من غير قتال ولا حرب، ويقال إنه لمّا فعل ذلك قالت له أمه:
ليتك يا بنى كنت حيضة.
(٧) صاحب التذكرة: انظر هنا ص ١٠٣، الهامش الموضوعى، حاشية سطر ١٣
(٧ - ١٢) معوية. . . عليه: ورد النص فى أنساب الأشراف ٤ ب/٦٤
(١٥ - ١٦) يقال. . . حيضة: فى درر التيجان ٧٢ آ-٧٢ ب (حوادث ٦٤): «يقال إنه [يعنى معاوية بن يزيد] رقى المنبر خطيبا ثم قال: أيها الناس إن كانت الخلافة لمعاوية ولعقبه وأهله فلقد نالوا منها سعة ودينا فيما تقدم وإن كانت لآل علىّ فقد كفى بآل معوية-