يا عبد الله، اذهب بهذا الدم فواره بحيث لا يراه أحد. فتوارى عن النبى صلّى الله عليه وسلّم.
ثم شربه فلما رجع قال له: يا عبد الله، ما صنعت؟ قال: جعلته يا نبى الله فى أخفى مكان ظننته خاف عن الناس. فقال عليه السلام: لعلك شربته؟ قال:
نعم، يا رسول الله. وكان عبد الله إذ ذاك صغير، لم يستكمل بعد تسع سنين.
وروى أن عمر رضى الله عنه مرّ بعبد الله بن الزبير وهو يلعب مع الصبيان ففروا حين رأو عمر، وثبت عبد الله، فقال له عمر رضى الله عنه:
ما لك لم تفر مع أصحابك؟ فقال: لم أجرم (٨٥) فأخافك، ولم يكن الطريق ضيق فأوسع لك. وقيل: إنه كان يلعب مع صبيان من الأنصار، وهو ابن خمس سنين. فخرج سيد من سادات الأنصار، وهو بن ذاك فانتهرهم ففروا، ولم يفر عبد الله، إلا أنه رجع القهقرى على عقبيه، وقال للضبية: اجعلونى أميركم ونشدّ على هذا الرجل جميعا.
وروى أن الشنقاء بنت هاشم، وهى امرأة من المهاجرات، دخلت على أسماء بنت الصديق رضى الله عنها فقالت: يا أسماء، ماذا لقيت من عبد الله؟ إنى رأيته فقلت: يا عبد الله، لقد آثرك الله على صغر سنك. فقال: يا خالة إنّ صغيرنا إلى كبر، وإن يكبر يكون إلى صغر. وبعد فرسول الله أبصر.
بويع بولاية الأمر بعد أن أقام الناس بغير خليفة جمادى وجمادى وأياما من رجب. وبايعه أهل العراق، وولى أخاه مصعبا البصرة، وولى