للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكان يوما عند مصعب وقد جاه جوهر أصيب فى بعض بلاد العجم لملك من ملوكهم. فقال مصعب: يا عبد الله، أيسرك أنى أهبك هذا الجوهر؟ قال: نعم. فوهبه له. ثم قال مصعب: والله لسرورى بالحلة لو كسوتنيها أشد من سرورك بهذا العقد. ولم يزل العقد عند عبد الله بن أبى فروة حتى أحدّ أخوه فى الشراب فى ولاية عمر بن عبد العزيز.

فدخل عبد الله بن أبى فروة فدس العقد تحت مصلا عمر بن عبد العزيز.

ثم خرج ورفع عمر مصلاه فوجد العقد فأمر بردّ [ابن] أبى فروة فقال:

ما هذا؟ قال: أهديته لك. فقال: لو كنت تقدمت إليك لأحسنت أدبك.

ثم أمر بأخيه فحدّ. ولما ولى مصعب العراق من قبل أخيه عبد الله تزوج سكينة بنت الحسين. فبلغ ذلك أخاه. فقال إن مصعبا غمد سيفه وسل أيره.

وكان مصعب قبل سلطانه قد جلس يتحدث يوما مع عبد الله بن عمر وعروة أخى مصعب وعبد الملك بن مروان (٩١) فتمنى المصعب ولاية العراق وأن يتزوج سكينة بنت الحسين وعايشة بنت طلحة، وتمنى عبد الملك الخلافة وأن يخلف معوية، وتمنى عروة بن الزبير أن يتفقه فى الدين ويحمل عنه العلم، وتمنى ابن عمر الجنة، وكانتا سكينة بنت الحسين وعايشة بنت طلحة من أجمل النساء، وكان مصعب جميلا وكان

(١٢ - ١٦) وكان. . . الجنة: ورد النص فى وفيات الأعيان ٣/ ٢٥٨

(١٢) عبد الله بن عمر: فى وفيات الأعيان ٣/ ٢٥٨: «عبد الله بن الزبير»

(١٦) يحمل: فى وفيات الأعيان ٣/ ٢٥٨: «يروى»