للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقال: ليس فى الدنيا زوج أحسن من عايشة ومصعب. وغاضبها يوما وهجرها، ثم قدم من حرب وعليه درعه. فاشتكت عايشة لحاضنتها هجرته. فقالت لها حاضنتها: قومى إليه وانزعى سلاحه عنه. فقامت لتنزع السلاح عنه. فقال لها: بأبى أنت وأمى إنى مشفق عليك من ريح الحديد. فقالت: هو والله عندى أطيب من ريح المسك.

دخل أبو العباس الكنانى الأعمى على عبد لملك بعد قتلة مصعب فقال له: أخبرنى عن مصعب فأنشده قوله فيه <من الخفيف>:

يرحم الله مصعبا إنّه ما ... ت كريما ورام أمرا عظيما

طلب الملك ثمّ مات حفاظا ... لم يعش باخلا ولا مذموما

ليت من عاش بعده من قريش ... موّتوا قبله وعاش سليما

وفيها منع عبد الملك بن مروان أهل الشام من الحج لأجل بن الزبير. وكان أخذ الناس له البيعة أن لا يمنعهم الحج فضج الناس لما منعهم. فبنا عبد الملك الصخرة فى مسجد بيت المقدس، وكان الناس يحضرونها يوم عرفة ويقفون عندها، ويقال إن ذلك كان سبب التعريف فى مسجد بيت المقدس وبمصر فى مسجد الجامع. ذكر ذلك عمرو بن بحر الجاحظ فى كتاب نظم القرآن والله أعلم.

(٨ - ٩) يرحم. . . مذموما: ورد البيتان فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٤٩

(٨) يرحم. . . عظيما: ورد البيت أيضا فى الأغانى ١٦/ ٣٠٣

(٩) حفاظا: فى أنساب الأشراف ٥/ ٣٤٩: «فقيدا»

(١١ - ١٦) وفيها. . . القرآن: ورد النص فى وفيات الأعيان ٣/ ٧٢

(١٣) مسجد بيت المقدس: فى وفيات الأعيان ٣/ ٧٢: «بيت المقدس»