فكان بنو أمية من آمنة إخوة أبى معيط وعمومته، ولا زال هذا النكاح فى الجاهلية إلا أن نسخه الإسلام. وأنزل الله عز وجل تحريمه وسمى نكاح المقت، وأسر عقبة بن أبى معيط يوم بدر فقتله سيدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صبرا.
روى ذلك محمد بن جرير الطبرى والزهرى أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما أمر بقتله قال: يا محمد، أنا خاصة من قريش؟ (٩٥) قال: نعم. قال: فمن للصبية بعدى؟ قال: النار. فلذلك تسمى صبية أبى معيط صبية النار. واختلف فى من قتله. فقيل أن أمير المؤمنين علىّ ابن أبى طالب كرّم الله وجهه تولى قتله، وقيل غيره. وروى أنّه قتله والنضر بن الحرث بن كلدة أحد بنى عبد الدار. قال عمر بن شبّة فى حديثه بالأثيل: إن النبى صلّى الله عليه وسلّم أمر عليّا بضرب عنق النضر بن الحارث بن كلدة بالأثيل. فقالت أخته قتيلة ترثيه <من الكامل>:
يا راكبا إنّ الأثيل مظنّة ... عن صبح خامسة وأنت موفّق
أبلغ بها ميتا فإنّ تحيّة ... ما إن تزال بها النجايب تخفق