مكفوفا، والأرض فجاجا سبلا، ما بايعتم بيعة بعد بيعة أمير المؤمنين علىّ وآل علىّ، هى أهدى منها. فوثب الناس وبايعوه على كتاب الله سبحانه وسنّة نبيه صلّى الله عليه وسلّم، وبعث المختار إلى ابن مطيع يقول: إنى قد عرفت مكانك وقد ظننت أن بك عجز عن النهوض وقد بعثت إليك بماية ألف درهم.
فأخذها ابن مطيع وشخص إلى البصرة، وقاتل المختار أهل جبّانة السّبيع فهزمهم. وقتل من شهد قتل الحسين عليه السّلام بعد أن أسرهم، وكان فى الأسرى سراقة بن مرداس فجعل يقول <من الرجز>:
امنن علىّ اليوم يا خير معدّ ... وخير من لبّى وحيّا وسجد
فخلاه فقال فيه شعرا يقول فيه إنه رأى الملايكة تقاتل مع المختار (١٠١) على خيل بلق، فأمره المختار أن يصعد المنبر فيعلم الناس بما رأى ففعل، ثم هرب إلى مصعب بن الزبير، وهو بالبصرة، فقال <من الوافر>:
ألا أبلغ أبا إسحق أنّى ... رأيت البلق دهما مصمتات
كفرت بوحيكم وجعلت نذرا ... علىّ قتالكم حتى الممات
أرى عينىّ ما لم تبصراه ... كلانا عالم بالتّرّهات
قال رفاعة: دخلت على المختار فرأيت وسادتين ملقاتين. فقلت ما هاتان؟ قال إنه قام عن إحديهما جبريل وعن الأخرى ميكاييل. قال:
فو الله ما منعنى أن أقتله بسيفى إلا حديث حدّثنيه عمرو بن الحمق قال:
(٥) البصرة: فى أنساب الأشراف ٥/ ٢٢٨: «الكوفة»
(٧ - ١٤) سراقة. . . بالتّرّهات: ورد النص أيضا فى تاريخ الطبرى ٢/ ٦٦٣ - ٦٦٥؛ الكامل ٤/ ٢٣٥،٢٣٧ - ٢٣٨