ثم قال المختار: إنى أرى أن يكون معنا إبراهيم بن الأشتر لبأسه وشرفه وعشيرته. ومضى المختار مع الشيعة حتى دخلوا على ابن الأشتر وأقرأوه كتابا من بن الحنفية، وكان فى الكتاب: من محمد المهدى إلى المختار وغيره وإن المختار، المأمور بأخذ الثأر، لنا من الفجرة الأشرار، بأوليانا الأبرار، المصطفين الأخيار، فمن والاه فقد والانا، ومن خذله فقد عصانا. فقال ابن الأشتر: إنى كاتبت محمد بن الحنفية وكاتبنى مرات، فما كاتبنى قط إلا باسمه واسم أبيه، وقد استربت بهذا الكتاب، فشهد جماعة أنه كتاب محمد بن الحنفية، (١٠٠) فتنحّى إبراهيم بن الأشتر عن صدر المجلس وأجلس فيه المختار وبايعه، وأجمعوا أنهم يخرجوا منتصف شهر ربيع الأول سنة ست وستين.
فوثبوا وحصروا بن مطيع أمير الكوفة فى القصر، وخرج بن مطيع ليلا من القصر بعد أن أمر الناس بالتفرق عنه واستأمن أصحابه. فآمنهم ابن الأشتر، ودخل المختار القصر وقام خطيبا. فقال: الحمد لله الذى وعد وليّه النصر، وعدوه الخسر، وجعله فيه إلى آخر الدهر، وعدا مفعولا، وقضاء مقضيّا، قد خاب من افترى. إنه قد رفعت إلينا راية، ومدّت لنا غاية. فقيل لنا فى الراية: ارفعوها ولا تضعوها، وفى الغاية:
اجروا إليها ولا تعتدوها، فسمعنا دعوة الداعى، وإهابة الراعى. فكم من ناع وناعية، لقتيل فى الواغية، بعدا لمن طغى، وكذّب وتولّى، ألا فادخلوا أيها الناس كافة، فبايعوا بيعة هدى، فو الذى جعل السماء سقفا