وبايعه أهل الكوفة على النصرة لآل علىّ، فكان يقول: أما ورب البحا [ر والنخل والأشجار] والمهامه والقفار، والملايكة الأبرار، والمصطفين (٩٩) الأخيار، لأقتلنّ كل جبّار، بكل لدن خطّار، ومهنّد بتّار، فى جموع من الأنصار، ليسوا بميل الأغمار، ولا عزل أشرار، حتى إذ أقمت عمود الدين، ورأبت صدع المسلمين، وشفيت غليل صدور المؤمنين، وأدركت ثأر أبناء النبيين، لم يكبر علىّ فراق الدنيا، ولم أحفل بالموت إذا أتى. ثم وجّه الشيعة رسلا إلى محمد بن الحنفية يستأذنونه فى طاعة المختار، فقال لهم: وددت والله أن الله سبحانه وتعالى لينتصر لنا بمن شاء من خلقه. وكان المختار، عند مسيرهم أشفق أن لا يأذن لهم ابن الحنفية فى الوثوب مع المختار فلما عادوا من عند بن الحنفية خبروه بالإذن له ولهم، فجمع عند ذلك الشيعة وقال: إن نفرا منكم أحبوا أن يعلموا مصداق ما جيت به، فرحلوا إلى إمام الهدى، والنجيب المرتضى، وابن خير من جلس ومشى، بعد النبى المصطفى، فسألوه فأخبرهم أنى وزيره، وظهيره، ورسوله وأمينه، ثم قام أوليك النفر فشهدوا بذلك.