للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بزعم من زعم، وفيه الصالحون والأبدال، وفيه جبل يقال له جبل الدير مطلّ على ساحل البحر ببيروت، يقال أنّه الجبل الذى قال فيه كنعان بن نوح: {سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ»} (١)، وفى سفحه أيضا قرية يقال لها كرك نوح فيها قبر يقال إنّه قبر نوح عليه السلام، وفى سفحه أيضا قبر شيبان الراعى وقصته مع دنون (٢) المصرى مشهورة.

وحكى عن بن الكلبى عن كعب الأحبار قال: قدم الخليل عليه السلام الشام فاشتاق إلى بيت المقدّس فقال: يا ربّ أرنى الأرض المقدّسة! فقيل له:

اصعد على لبنان انظر إلى أىّ مكان انتهى بصرك فهى مقدّسة، أو قيل:

فهو مقدّس، وروى عن شقيق البلخى رضى الله عنه أنّه قال: (١٣١) ما اتّخذ الله وليّا حتى يسحب ذيله على لبنان:

جبل اللكام: وقد ذكره ابن حوقل فى كتاب الأقاليم (٣) فقال: جبل اللكام هو الفاصل بين الغرين يعنى الشام والجزيرة لأنّ كلّ ما كان وراء الفرات من الشام ومن ملطية لى مرعش جزيرة، قال: واللكام داخل فى بلاد الروم، ويقال إنه ينتهى إلى نحو مائتى فرسخ ويمرّ على مرعش وعين زربة الهارونيّة، وإلى هاهنا يسمّى اللكام إلى أن يجاوز الادقيّة فيسمّى جبل بهرا ويتمّ إلى حمص ويتّصل بلبنان ويمرّ على فلسطين حتى ينتهى إلى بحر الفلزم ويتّصل بالمقطّم جبل مصر، قال:

وأوّله بالمشرق فى بلد الصين خارجا من البحر المحيط فيقطع بلاد التبّت وفرغانة ثم يمرّ على سمرقند من شمال الصغد ويقطع نهر جيحون إلى الخزر ويكون عن يمين القاصد من خراسان إلى العراق ومنه يتشعّب جبال جرجان وطبرستان والديلم،


(١) القرآن الكريم ١١/ ٤٣
(٢) دنون: ذو النون
(٣) صورة الأرض ١٦٨ - ١٧٠